أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير : معجزة الإسراء والمعراج وطلاقة القدرة الإلهية

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : معجزة الإسراء والمعراج وطلاقة القدرة الإلهية ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ 26 رجب 1444 هـ ، الموافق 17 فبراير 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 فبراير 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : معجزة الإسراء والمعراج وطلاقة القدرة الإلهية :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 فبراير 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : معجزة الإسراء والمعراج وطلاقة القدرة الإلهية ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 فبراير 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : معجزة الإسراء والمعراج وطلاقة القدرة الإلهية ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 17 فبراير 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : معجزة الإسراء والمعراج وطلاقة القدرة الإلهية : كما يلي:

 

أولًا: الفرجُ بعدَ الشِدَّةِ

ثانيًا: شرفُ العبوديةِ للهِ تعالَى

ثالثًا: أهميةُ ومكانةُ المسجدِ الأقصَى

رابعًا: أهميةُ الصلاةِ وسببُ فرضيتِهَا في السماءِ

خامسًا: طلاقةُ القدرةِ الإلهيةِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  17 فبراير 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : معجزة الإسراء والمعراج وطلاقة القدرة الإلهية : كما يلي:

 

خطبةُ بعنوان: معجزةُ الإسراءِ والمعراجِ وطلاقةُ القدرةِ الإلهيةِ بتاريخ: 26 رجب 1444هـ – 17 فبراير 2023م

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

أيُّها الإخوةُ المؤمنون: إنَّ رحلةَ الإسراءِ والمعراجِ مليئةٌ بالدروسِ والعبرِ، أكتفِي منها بأهمِّ خمسةِ دروسٍ التي تدل على طلاقة القدرة الإلهية، لنأخذَ منها العبرَ والعظات، ولنطبقهَا عمليًّا على أرضِ الواقعِ، وهي كما يلي:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولًا: الفرجُ بعدَ الشِدَّةِ

مِن المعلومِ أنَّ الرسولَ أسرَّ بدعوتهِ ثلاثَ سنواتٍ، وحينمَا أمرَهُ اللهُ بالجهرِ بالدعوةِ لقيَ أشدَّ أنواعِ الإيذاءِ والاضطهادِ منذُ أنْ جهرَ بالدعوةِ على جبلِ الصفَا، وكان أولُ مَن وقفَ ضدَّهُ أقربَ الناسِ إليهِ عمهُ أبو لهبٍ قائلًا: تبًّا لكَ يا محمدٌ ألهذَا جمعتَنَا؟! ونزلَ في ذلك سورةُ المسد، ثم توالَى الإيذاءُ بالسبِّ والشتمِ تارةً، وبرميِ سلَا الجزورِ عليهِ وهو ساجدٌ أخرى، وبالحصارِ في الشعبِ ثالثةً، وأشقُّ مِن ذلك كلِّهِ هو فقدانُه لعمِّهِ أبي طالبٍ وزوجهِ خديجةَ بنتِ خويلدٍ رضي اللهُ عنها، وتبعَ ذلك عندمَا ذهبَ إلى أهلِ الطائفِ يطلبُ منهم الوقوفَ بجانبهِ وأنْ يدخلُوا الإسلامَ، فآذوهُ إيذاءً شديدًا، وسلّطُوا عليه الصبيانَ يرمونَهُ بالحجارةِ حتى أدمُوا عقبَه، ثم عادَ إلى مكةَ، فنزلَ جبريلُ عليهِ قائلًا بلسانِ الحالِ قُم يا محمد: إذا كان أهلُ مكةَ آذوكَ وطردوكَ فإنَّ ربَّ البريةِ لزيارتهِ يدعوكَ!! فكانتْ رحلةُ الإسراءِ والمعراجِ، وبعدُ المحنِ تأتيِ المنحُ.

أيُّها الإخوةُ المؤمنون، أيُّها الدعاةُ: إنَّ هذه المحنَ والابتلاءاتِ والشدائدَ التي نمرُّ بهَا في حياتِنَا تعلِّمُنَا أنَّ للمحنِ والمصائبِ حِكَمًا جَليلةً، منها أنَّها تسوقُ أصحابهَا إلى بابِ اللهِ تعالى، وتُلبسهُم رداءَ العُبوديةِ، وتُلجئهُم إلى طلبِ العونِ مِن اللهِ تعالى، إنّها تُعلِّمُنَا أنَّه لا ينبغِي أنْ تَصدَّنَا المحنُ والعقباتُ، عن متابعةِ السيرِ في استقامةٍ وثباتٍ، إنّها تُعلِّمُنَا أنَّ اليسرَ مع العُسرِ، وأنَّ النصرَ مع الصبرِ، وأنَّ الفرجَ مع الكربِ.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانيًا: شرفُ العبوديةِ للهِ تعالَى

يقولُ المولَى سبحانَهُ: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ }( الإسراء: 1)؛  ولماذا لم يقلْ برسولهِ أو نبيِّهِ أو حبيبهِ أو خليلهِ، فللهِ عز َّوجلَّ في كونهِ عبيدٌ وعبادٌ، فكلُّنَا عبيدُ اللهِ، الطائعُ فينَا والعاصي، المؤمنُ فينَا والكافرُ، ولكنْ عبادُ اللهِ هم الذين أخلصُوا لهُ فاتحدَ اختيارُهُم مع منهجِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى، ما قالَ لهُم افعلوهُ فعلوهُ وما نهاهُم عنهُ انتهُوا، ولذلك عندما يتحدثُ القرآنُ عنهم بينَ خلقِ اللهِ لا يسمِّيهم عبيدًا ولكنْ يسمِّيهم عبادًا يقولُ تعالَى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا }(الفرقان: 63).

والحقُّ قد استخدمَ كلمةَ عبدهِ ليلفتنَا إلى حقيقتينِ هامتينِ:

 الأُولى: أنَّ الإسراءَ بالروحِ والجسدِ ولم يكنْ منامًا.

 والثانيةُ والأهمُّ: أنَّ اللهَ جلَّ جلالهُ يريدُ أنْ يثبتَ لنَا أنَّ العبوديةَ له هي أسمَى المراتبِ التي يصلُ إليها الإنسانُ، فالعبوديةُ للهِ عزةٌ ما بعدهَا عزةٌ، وعطاءٌ ما بعدهُ عطاءٌ، وفي ذلك يقولُ الحقُّ سبحانَهُ وتعالَي: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}(الكهف: 65).

إنَّ العبوديةَ للهِ شرفٌ، والعبوديةَ للبشريةِ نقيصةٌ وذلةٌ؛ لأنَّ السيدَ يريدُ أنْ يأخذَ خيرَ عبدهِ وأنْ يجردَهُ مِن كلِّ حقوقهِ ومالهِ، ولكنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالى يُعطِي بغيرِ حسابٍ، فكفَى بالمرءِ عزًّا أنْ يكونَ للهِ عبدًا وكفَى به فخرًا أنْ يكونَ اللهُ لهُ ربًّا، ولقد خُيِّرَ رسولُ اللهِ بينَ أنْ يكونَ نبيًّا ملكًا أو عبدًا رسولاً فاختارَ أنْ يكونَ عبدًا نبيًّا..( دلائل النبوة للبيهقي)؛ وبهذه العبوديةِ وصلَ رسولُ اللهِ إلى مكانٍ لم يصلْ إليه ملكٌ مقرّبٌ ولا نبيٌّ مرسلٌ، بل كان رسولُ اللهِ يجتهدُ أنْ يصلَ إلى هذه العبوديةِ الحقةِ بقيامِ الليلِ حتى تورمتْ أقدامُهُ، فلمَّا أشفقتْ عليه زوجهُ عائشةُ- رضي اللهُ عنها- وقالتْ: يا رسولَ اللهِ هوِّن على نفسِك فأنتَ الذي غفرَ اللهُ لك ما تقدَّمَ مِن ذنبِكَ وما تأخر.. فقال:” يا عائشةُ، أفلَا أكونُ عبدًا شكورًا ؟!” (متفق عليه) .

فإذا كان الرسولُ قد غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنبهِ وما تأخر، ومع ذلك كان حريصًا على مقامِ العبوديةِ، فيقومُ مِن الليلِ حتى تتورمَ قدماهُ، فحرِىٌّ بنَا ونحن أكلتنَا الذنوبُ أنْ نقومَ للهِ قانتينَ عابدين.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

ثالثًا: أهميةُ ومكانةُ المسجدِ الأقصَى

إنَّ ربطَ رحلةِ الإسراءِ في بدايتِهَا ونهايتِهَا بالخروجِ مِن مسجدٍ وإلى مسجدٍ، لتعلمَ الأمةُ قيمةَ المساجدِ ومكانتَهَا في الإسلامِ، فهو بيتُ الأمةِ الذي اهتمَّ بهِ رسولُ اللهِ في بدايةِ بناءِ دولةِ الإسلامِ.

وثمةَ حكمةٍ أُخرى ودرسٍ عظيمٍ وهو أهميةُ المسجدِ الأقصَى، والترابطُ بينَ مهبطِ الرسالاتِ، فبيتُ المقدسِ هو مهبطُ النبوةِ قبلَ نبوتهِ ، فأنبياءُ بنِي إسرائيلَ بعثُوا في تلكَ الأرضِ المقدسةِ، وهناك القبلةُ الأولَى التي كَانَ النبيُّ وأصحابُهُ يستقبلونَهَا، إذًا فهناكَ ربطٌ بينَ هذا النبيِّ الجديدِ وبيئتهِ وبلدتهِ الجديدةِ -النبوةِ الخاتمةِ- وبينَ مهبطِ النبوةِ السابقةِ لها أيضًا، وفيه إشعارٌ بأنَّ هذا النبيَّ مكمِّلٌ ومتمِّمٌ لرسالاتِ الأَنْبِيَاءِ قبلَه، فهو خاتمُهُم، ولم يأتِ في بابِ التوحيدِ والإيمانِ بجديدٍ عمَّا جاءُوا بهِ في أصَلِ القضيةِ، وإنَّما دعَا إِلَى ما دعُوا إليهِ.

إنَّ أرضَ فلسطين وما حولهَا أرضٌ مباركةٌ، بركةٌ حسيّةٌ ومعنويّةٌ، فيها بيتُ المقدسِ أُولَى القبلتينِ، وثالثُ الحرمينِ، ومسرَى رسولِ اللهِ ، عاشَ هناك أغلبُ الأنبياءِ، ودُفِنَ هناكَ إبراهيمُ ولوطٌ ويعقوبٌ ويحيىَ وزكريّا عليهم السلام، ولقد مدحَهَا اللهُ في القرآنِ الكريمِ في خمسةِ مواضعٍ، وهي أرضٌ إسلاميةٌ صرفةٌ، ليستْ ملكًا لحاكمٍ ولا لشعبٍ، وإنَّما هي ملكٌ للإسلامِ والمسلمين في كلِّ مكانٍ، وهذا يبيِّنُ واجبنَا نحوهَا ونحو أهلِهَا والمقدساتِ التي على أرضِهَا، وفي الحديثِ: “لا يزالُ مِن أمتِي أمةٌ قائمةٌ بأمرِ اللهِ، لا يضرُّهُم مَن خذلَهُم ولا مَن خالفَهُم؛ حتى يأتيَهُم أمرُ اللهِ وهم على ذلك” (البخاري). وفي رواية: (قيل: أين هُم يا رسولَ اللهِ؟ قال: “في بيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المقدسِ”. وكلُّ البلادِ الإسلاميةِ التي تحيطُ بهَا مِن أكنافِ بيتِ المقدسِ.

العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة

رابعًا: أهميةُ الصلاةِ وسببُ فرضيتِهَا في السماءِ

 إنَّ الصلاةَ هي الفريضةُ الوحيدةُ التي فُرضتْ ليلةَ الإسراءِ والمعراجِ في السماءِ السابعةِ وبدونِ واسطةٍ، فلماذَا فُرضتْ العباداتُ كلُّهَا عن طريقِ الوحيِ على وجهِ الأرضِ دونَ الصلاةِ، فأخذَ اللهُ نبيَّهُ إلى مكانٍ لم يصلْ إليهِ أحدٌ فتفرض هناك خاصةً؟!!

والجوابُ عن ذلك أقولُ: لأنَّ الصلاةَ معراجٌ للأرواحِ والنفوسِ، خمسُ مراتٍ كلُّ يومٍ في الأداءِ، وخمسونَ في الأجرِ والثوابِ، وإشارةٌ إلى أنَّ المسلمَ يسمُو بنفسهِ وروحهِ فوقَ الشهواتِ والشبهاتِ، ودائمًا يتطلعُ إلى المعالِي، ويتعلَّقُ بالمثلِ الأعلَى في كلِّ شيءٍ مِن قيمِ الحياةِ، فلا يرضَى بالدونٍ أو المؤخرةِ، لذلك فرضت في السماء.

ولو جئنَا إلى التطبيقِ العملِي لوجدنَا أنَّ الكثيرَ مِن الناسِ يغفلُ عن هذا المعراجِ الروحِي مِن خلالِ الصلاةِ والعبادةِ، ويهتمُّ بأمورِ الدنيا وشهواتِهَا وملذاتِهَا، وبعدَ ذلك يقولُ: إنَّني في ضيقٍ وغمٍّ وهمٍّ وحزنٍ!!! فإذا أصابَكَ همٌّ أو بلاءٌ أو حزبَكَ أمرٌ فاضرعْ إلى اللهِ بالصلاةِ والدعاءِ، ولذلك ” كان النبيُّ إذا حزبَهُ أمرٌ صلَّى ” ( أبو داود )، وكلَّمَا أحسَّ بضيقٍ أو هَمٍّ يقولُ: ” أقمْ الصلاةَ يا بلالٌ أرحنَا بهَا “( أبو داود )، فكلَّمَا بعدتَّ عن العبادةِ والطاعةِ كنتَ في ضيقٍ وغمٍّ وقلقٍ نفسيٍّ وتوترٍ وضنكٍ، والشفاءُ والعلاجُ في صلتِكَ باللهِ، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}( طه: 124 – 126) .

فما أحوجنَا إلى المحافظةِ على هذه الفريضةِ التي أكرمنَا اللهُ بها في ليلةِ الإسراءِ والمعراجِ عن طريقِ نبيِّهِ !!

العنصر الخامس من خطبة الجمعة القادمة

خامسًا: طلاقةُ القدرةِ الإلهيةِ

إن رحلةَ الإسراءِ والمعراجِ معجزةٌ كبرى تدلُ على طلاقةِ القدرةِ الإلهيةِ، مما أثارَ غضبَ وإنكارَ قريشٍ لهذَا الحدثِ الجليلِ، فحينمَا عادَ من رحلةِ الإسراءِ والمعراجِ وقصَّ على قريش ما حدثَ كذبوهُ فيما قالَ؛ وعلى رأسهم المطعم بن عدي الذي قالَ: أشهدُ أنكَ كاذبٌ. فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى أَصْبَحَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِذَلِكَ، فَارْتَدَّ نَاسٌ مِمَّنْ كَانُوا آمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ، وَسَعَوْا بِذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالُوا: هَلْ لَكَ فِي صَاحِبِكَ؟ يَزْعُمُ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ فِي اللَّيْلِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: أَوَقَالَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ , قَالَ: لَئِنْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ، قَالُوا: وَتُصَدِّقُهُ أَنَّهُ ذَهَبَ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَجَاءَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؟ قَالَ: نَعَمْ , إِنِّي لَأُصَدِّقُهُ بِمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ: أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ فِي غَدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ. فَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ “. (دلائل النبوة للبيهقي).

وهنا سؤالٌ يطرحُ نفسَهُ، لماذا كان الإسراءُ مِن مكةَ، مِن المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى، ولم يعرجْ بهِ مِن مكةَ مباشرةً؟ والجوابُ في قولِهِ تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الإسراء : 1). فجاءتْ رحلةُ الإسراءِ لرؤيةِ الآياتِ الدالةِ على قدرةِ اللهِ وعظمتِهِ، وكانتْ إظهارًا لصدقِ دعوى الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سألتْهُ قريشٌ عن نعتِ بيتِ المقدسِ فنعتَهُ لهُم، وأخبرَهُم عن عيرِهِم التي مرَّ عليها في طريقِهِ، ولو كَانَ عروجُهُ إِلَى السماءِ مِن مكةَ لمَا حصلَ ذلك؛ لأنَّهُم لا علمَ لهم بالعالمِ العُلويِّ، لذلك قالَ لقريشٍ: ” وآيةُ ذلك أنِّى مررتُ بعيرِ بنىِ فلانٍ بوادِي كذَا وكذَا، فأنفرَهُم حسُّ الدابةِ، فندَّ لهم بعيرٌ فدللتُهُم عليه وأنا متوجهٌ إلى الشامِ، ثم مررتُ بعيرِ بنىِ فلانٍ، فوجدتُ القومَ نيامًا ولهم إناءٌ فيه ماءٌ قد غطُّوا عليه بشيءٍ، فكشفتُ غطاءَهُ وشربتْ ما فيهِ، ثم غطيتُ عليه كمَا كان، وآيةُ ذلك أنِّ عيرَهُم تصوبُ الآنَ مِن ثنيةِ التنعيمِ البيضاء، يقدمُهَا جملٌ أورقٌ عليه غرارتانِ إحداهمَا سوداءُ والأخرى برقاءُ. قال: فابتدرَ القومُ الثنيةَ فلمْ يلقَهُم أولُ مِن الجملِ الذي وُصِفَ لهم، وسألوهُم عن الإناءِ وعن البعيرِ، فأخبرُوهم كما ذكرَ صلواتُ اللهِ وسلامُهّ عليه، وذُكِرَ عن إسماعيلَ السديِ، أنَّ الشمسَ كادتْ أنْ تغربَ قبلَ أنْ يقدمَ ذلك العيرُ، فدعا اللهَ عزَّ وجلَّ فحبسَهَا حتى قدمُوا كما وصفَ لهم. قال: فلم تحتبسْ الشمسُ على أحدٍ إلا عليه ذلك اليوم وعلى يوشع بنِ نونٍ.”(دلائل النبوة للبيهقي، وسيرة ابن كثير).

كلُ هذهِ الآياتِ والمعجزاتِ التي كانتْ في هذهِ الرحلةِ المباركةِ، تدلُّ دلالةً واضحةً على طلاقةِ القدرةِ الإلهيةِ من خلالِ هذهِ الدروسِ العظيمةِ في ضوءِ معجزةِ الإسراءِ والمعراجِ .

نسألُ اللهَ أنْ يرفعَ عنَّا الغلاءَ، وأنْ يصبَّ علينَا الخيرَ صبًّا صبًّا، وأنْ لا يجعلَ عيشنَا كدًّا، وأنْ يحفظَ مصرَنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ ،،،

الدعاء،،،،                                                          وأقم الصلاة،،،،

كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

                                                                                                                د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »